مشهد

يقع حرم الإمام الرضا(ع) في مركز مدينة مشهد بمحافظة خراسان الرضوية في إيران، والذي يُحترَم ويُقدِّس عند مسلمي أهل السنة والشيعة. هذا المكان يحتوي على المساجد والمقابر والأروقة والأفنية والمكتبات والمتاحف. لقد بقيت هياكل هذا الحرم المقدّس من قبل العصر الصفوي والعصر التيموري والعصور المتعددة التاريخية. ولكن في عصر شاه طهماسب الصفوي لقد تم نشاط وسيع لتوسيع الحرم. فلهذا، هذا المكان المقدّس هو متحف وسيع من العمارة الإيرانية.

أقدمية أقدم أجزاء هذا الحرم تعود إلى القرن العقد 610 ه.ق (العقد 1230م). من العصر التيموري ومتزامنا مع تجديد بناء كثير من الأبنية القديمة لخراسان في طوس وهرات ونيشابور، تمت عناية خاصة بهذا المكان. ولقد بقيت كثير من مباني هذا الحرم من العصر الصفوي وخاصة عصر شاه طهماسب الصفوي. لقد بلغت سعة الحرم من 12 ألف مترمربع في السابق إلى مساحته الحالية حوالي مليون مترمربع طوال تجديدات البناء هذه، والتي لقد جعلتها واحدة من أكبر المراكز المذهبية في العالم.

تم إنشاء مدرسة عباس قلي خان شاملو العلمية على يد عباس قلي خان بيغلربيغي وبأمر شاه سليمان الصفوي في سنة 1045 ه.ش. هذه المدرسة التي سجّلت في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية تقع في بداية شارع الصفوي. وحاليا تستخدم هذه المدرسة كالمعهد الديني. تم بناء مبنى المدرسة في الطابقين، ولها في أربعة زوايا أربعة الإيوانات على طراز عمارة العصر الصفوي والتي تحتوي على أكثر من 100 حجرة.

تم بناء هذه المدرسة من الطوب ولها زخرفات مثل زخرفة القيشاني والمقرنص على إفريز الإيوانات والحجرات والرواقات. تعدّ هذه المدرسة من لآثار المعمارية لمدينة مشهد والتي تخضغ لمراقبة منظمة الثراث الثقافي لخراسان.

تقع مقبرة الحكيم أبي القاسم الفردوسي الطوسي أثناء حديقة رائعة على بعد 20 كم في شمال مدينة مشهد. البناء الحالي لمقبرة الفردوسي ومتحف طوس والتي كانت موحية من العمارية الأخمينية وخاصة مقبرة كورش، بدأ بناءها في سنة 1964م بأمر جمعية الأعمال الوطنية وانتهت تحت مراقبة المهندس هوشنك سيحون في سنة 1968م.  الواجهة الخارجية للمبنى تشتمل على الأجزاء المزخرفة الأخمينية وخاصة الأعمدة وإفريز المباني، وتوجد أشعار من الحكيم الفردوسي على أضلاعها الأربعة تحكي أفكاره وشخصيته.

تم بناء القسم العلوي للمبنى علي شكل جوفاء، وكما يشمل فضائه الداخلي 20 عمودا رخاميا في الأسفل و8 أعمدة في القسم العلوي، بالإضافة إلى أنه موحي من معمارية العصر الأشكاني. كما تم تثبيت كتابات على الجدران من قبل فريدون صديقي على أجزاء من المقبرة والتي تحكي مشاهد من روايات الشاهنامه.

حديقة كوه­سنكي هي ثاني أكبر حديقة (بعد حديقة ملت) في مشهد. تقع هذه الحديقة في جنوب غرب مشهد وفي نهاية شارع كوه­سنكي. تم إنشاء حديقة كوه­سنكي على هامش جبال مرتفعة ومن أقدم قرى مشهد. تتمتع كوه­سنكي بكثير من الأقدمية والشهرة بالنسبة لمتنزهات مدينة مشهد، وهي من أجمل الحدائق المصنوعة في إيران. هذه الحديقة هي مزيج من الماء والحجر والخضرة والضوء.

في سنة 1961م ومن خلال توسيع مدينة مشهد، تم اتصال كوه­سنكي إلى الهيكل الرئيسي لمدينة شهر عبر شارع وسيع وعريض ومكثّف بالأشجار يسمي بشارع كوه­سنكي. وأصبحت حديقة كوه­سنكي مجموعة ترفيهية سياحية من خلال خطط توسيع و تطوير مدينة مشهد.

تم إنشاء مسجد جوهرشاد في مشهد في جنوب حرم علي بن موسى الرضا بأمر جوهرشادبيكم زوجة شاهرخ. وبسبب ظرافة وجمال زخرفة القيشاني والمنقوشات والأساليب المعمارية لمسجد جوهرشاد، يعتبر هذا المسجد من أعمال هامة للمعمارية الإيرانية في العصر التيموري، وبسبب العديد من الأوقاف ومجاورته مع مقبرة علي بن موسى الرضا يعتبر من أهم المساجد الإيرانية وأكثرها ازدحام، بحيث يعتبره البعض من أكثر المساجد زيارة.

كُتب اسم جوهرشاد في قسمين بالقيشاني المزخرف: واحد في القسم العلوي من الباب الفشي الذي يتجه إلى دار السيادة وآخر على كتيبة إيوان المقصورة التي كتبت بخط جميل من ابن الملك (شاهزاده) بايسنقر. وفي القسم الوسطي أيضا توجد كتيبة باسم محدمرضا إمامي. طريقة بناء هذا المسجد تكون على طراز أربعة الإيوانات، وتم ترميمه أربع مرات خلال سنوات. الطراز المعماري لهذا البناء يكون على طراز العصر التيموري وذكر اسم الأستاذ قوام الدين الشيرازي كمعماره.

مسجد جوهرشاهد هو مسجد كلاسيكي تم إنشاءه على طراز مساجد أربعة الإيوانات. رواق المسجد يكون على شكل المربع تقريبا وفي حوله تقع أربعة إيوانات عظيمة تاريخية وعلى مسافات الإيوانات يكون سبع مقصورات وسيعة وستة أبواب مدخلات ومخرجات.

مقبرة نادرشاه أفشار هي بناء تم إنشاءه في مدينة مشهد تذكارا لنادرشاه. وقام قوام السلطنة في نهاية العصر القجري (1296ش / 1917م) بإنشاء مقبرة جديدة له في موقع أحد المقابر المخرّبة النادرية، وقام بنقل عظامه من طهران إلى المقبرة المذكورة. تم بناء هذه المقبرة الصغيرة في سنة 1145 ه.ق على مجاورة حديقة تشارباغ شاهي وأمام حرم الإمام الرضا من اللبن والطين.

هذا البناء الجديد الذي كان يقع في موقع مقبرته الحالي، كان فعالا، حتى قامت جمعية الآثار الوطنية الإيرانية في سنة 1956م / 1335ش بإنشاء مقبرة مناسبة له في موقع المقبرة نفسه. بدأ هذا الأمر منذ سنة 1957م / 1336ش وانتهى في سنة 1963م / 1342ش.

حمام مهدي قلي بيك يرتبط بالعصر الصفوي ويقع في مشهد في بداية السوق الكبير إلى جانب مسجد شاه، وتم تسجيل هذا الأثر في 5 أرديبهشت 1356ش (24 أبريل 1977م) برقم تسجيل 1374 كأحد الآثار الوطنية الإيرانية.

كان يقع فضاء حمام مهدي قلي بيك القديمي أحد أمراء التيمورية المعروف بالمسجد في مدينة مشهد وعلى السوق المغطى الكبير وبالقرب من مسجد هفتادوتن الحالي، والذي تم إنشاءه سنة 1027ه..ق. كان هذا الحمام مجموعة من الفضاءات المتعددة وأكبر قسمه وأجمله هو مكان ارتداء الملابس مع ثمانية أعمدة وزخارف الرسم.